الأحد، 14 مارس 2010

أتدري من فقدت ؟؟





وقفت عند محطة القطار أنتظر قدومك

فهناك من أخبرنى بمجيئك اليوم من سفرك البعيد

وحين وجدتنى لا أعرف فى أى وقت ستصل ؟؟

آثرت أن أجلس لحين وصولك

أخرجت كل الرسائل التى كتبتها لك فى الأعوام الماضية

وأقرأ كل التصورات والصور التى رسمتها لك

وتفاصيل يوم لقاءنا ويوم عُرسنا

وبين كل الأفكار تذكرتهن

وانسابت من عينى دموع حسرة ولوعة

فألم الفراق لم يهدأ بعد فى قلبى

وكأننى بالأمس فقط فقدتهما

وتخيلت صورتك التى فى ذهني عنك أمامي

وكعادتي شرعت أروي لك عن ما أصابنى فى غيابك

وكأنك تسمع صوتي من مكانك

أتدري من فقدت ؟؟

فقدت أختي بالأمس القريب

ومن قبل ذلك بعامين

فقدت جدتي

من كانت بمثابة أماً لى

لا أعرف لماذا تفر منى الكلمات

عن من أحكي لك الأول ؟؟

أفضل صديقة عرفتها فى حياتي

أجمل وأرق إنسانة صادفتها فى عمري

أطيب قلب عرفته وأحببته

بسمة حياتي وسندي ومصدر قوتي

أتعلم أننى كنت أرى نفسي بالثوب الأبيض من خلال عينيها

أننى رسمت صورة مشاركتها اياي فى انتقاء مستلزمات العرس

هى من شاركتني أدق التفاصيل عنك

كانت تعلم مدى اشتياقي إليك

أخبرتني أنك ستكون مميزا

كنا نتخيل يوم مجيئك

ونتخيل تفاصيل اللقاء

هى من أهم من سيحضر تلك اللحظة ومعها بقية أخواتي

حين كنت أحدٌثها...

كانت تبتسم ابتسامة إخلاص وحب وتفهم لمشاعري

قائلة بحب : أتمنى أن أرى من يستحق إخلاصك

أتعلم كنت أتخيل يوم ارتباطنا

وهى تمسك بيدى وأنا أرى الفرحة فى عينها

وأنظر إليها ثانية قائلة بفرحة

" حلمى اتحقق وها هو جاء بعد طول انتظار "

وهى تنظر لي ودموع الفرحة تملأ عينيها الصافتين

" مبروك يا يمون ربنا يسعدك يا حبيبة قلبى "

أريد أن أخبرك بكل حسرة أن تلك الصورة الجميلة اختفت

بغياب حبيبة قلبى ... فهى لن تشاركني تلك الصورة

فأنا حزينة لأن فرحتي بدونها ستكون ناقصة

لم أدرك يوما حقيقة لوعة الفراق كيوم فراقها

فحين رحلت جدتى رحمة الله عليها

نعم شعرت يومها بأنى يتيمة

وباهتزاز كيانى ... وبانتزاع شيئا هاما من روحي

لكنى ما صبرني على فراقها هو حضور مراسم تشيعها

فالبرغم من صعوبة الموقف إلا أنه يعيطى لك شىء من التصديق

ولكنى حين رحلت هى لم يٌقدر لى حضور مراسم رحيلها

وهذا ما يجعلنى لم أصل إلى حقيقة إدراك أنى سأكمل مسيرة حياتى بدونها

يوم رحيلها شعرت حينها معنى أن ينتزع أحد منك أجمل ما فى قلبك

تاركا لك قلبا خاويا يخفق فقط لكى يعيش

لا أستطيع أن أقكمل حديثي فالكلمات ماتت على شفتاي

وحين نظرت فى ساعتي أحسست أنه لن يأتى اليوم

وربما لن يأتى قبل العام القادم

فلتعلم فارسى أنك سواء جئت غدا أو بعد عاماً أو عامين

فأوصيك إن جئت أين كانت لحظة مجيئك

ووجدتنى رحلت فلتدعو لى وللأحبائي بالرحمة

ولتذكروهم بالدعاء طالما كنت حيا




الثلاثاء، 2 مارس 2010

لو عاد الزمن ثانية




جلست على الشاطىء

أراقب غروب الشمس

كنت أتامل خطوط الشمس الذهبية

وهى تزداد حمرة

مفكرة أن الشمس تشبه حياتنا أحيانا

بين لحظة وأخرى تتحول من لون إلى آخر

فقد نكون يوم نستمتع بدفء الشمس على ملامحنا

وقلوبنا تتلمس أى فرحه تجعلنا نرسم بسمة أمل ولو للحظة

وربما تغزو الحمره ملامحنا معبره عن فرحتنا

وفى تارة آخرى فقد تموت البسمة فى أحضان خبر مؤلم

تتغير أحوالنا

و تصبح وجوهنا باهته صفراء خالية من الحمرة

نتمنى بألا تشرق الشمس ثانية

حينئذ يتشابه لدينا الشروق مع الغروب

ونشعر بأن الأشياء فقدت ألوانها

وكأن الصورة عادت إلى زمن الأبيض والأسود

وأتسأل حينئذ

لماذا حين نفقد غاليا

نرتدى أسود ؟؟

ربما تعبيرا عن جل ما فقدنها

أو وصف لمشاعر الحزن واللوعة فى قلوبنا

أو كأننا فى إعلانا للعالم حولنا

إننا اليوم فى حداد متأملين

أن تتوقف عقارب الساعة

...............................

وأعيد الزمن ساعة واحدة فقط

وأتصل بالحبيبة لأخبرها بكل صدق

أننى أحببتها كثيرا

واشقت إليها أكثر

ولو أن لى قدرة فائقة

لسافرت إليها فى أقصى الأرض

لأرتمى فى حضنها وأقبل يدها حبا

وأقبل جبينها تقديرا وامتنانا

لأننى عرفتها يوما

لأشعر بدفء ذاك الحضن ثانية

حضنا افقدته منذ أكثر من عام

وأشبع أنفاسى براحتها العطرة

لتبقى داخلى أتذكرها دوما

وأعود لاحتضان كفيها بين يدى كما كنا سويا

لعل ذلك يمحننى الصبر والتجلد على الفراق

ولعل ملمس يدها يبث دعما قويا

افتقدته منذ غابت عنى

ولعلى أرى بسمتها

التى طالما أسرت قلبى

ولعلى نظرت إلى بريق عينيها

ولمحت حبها وحنانها وإخلاصها الشديد لأحبائها

ولعلى فى الثوانى الأخيرة من لقاءنا

طلبت منها الغفران على تقصيرى نحوها

وأرجو منها أن تمنحنى وشاحا لها

كذكرى لها عندى

وأعود ثانية لضمها بين ذراعى بقوة

قائلة من شدة خوفى وجزعى

ومن بين دموعى

" سامحينى يا غاليتى أسماء

فأنا أحبك أكثر مما تتصورين

وبعد برهه تنهبهت لغياب الشمس كليا

ومسحت دموعى وتبسمت فى حسرة

هكذا غابت حبيبتى ولن تعود

فحتى لو عادت الشمس فى الصباح

فهى للأسف رحلت

ولن تعود

هذا ما بدأت اليوم فقط

أحاول ادراكه

فليصبرنى الله على تفهم حقيقة ما أدركته